للثوم الكثير من المواد الغذائية، له دراسات وأبحاث تحدد كيفية استخدامه، وأين يستخدم بفعالية إيجابية، وكيف يجب تجنبه، أو التقليل منه، وله أضرار في حال استعماله بطق مغلوطة.
في هذا السبيل، تحدّث خبير التغذية والطب البديل الدكتور رالف عيراني، ل"ردبيس"، فاستهل كلامه عن الثوم بدايةً، بأنه مثل كلّ المواد، الإكثار منه قد يكون مضرّاً، والتقليل منه خسارة، مستدركا بقوله: "من منّا لا يعرف أو يختبر فوائد الثوم الكثيرة، منذ بدء التاريخ، وحتى اليوم"، لافتاً إلى أن الثوم هو من أكثر الأطعمة التي تمت دراستها في تاريخ علم التغذية، ولا ينافسه إلّا الشاي في هذا المجال.
نظراً لاستخدام الثوم بطريقة مضرّة في كثير من الأحيان، يؤثر عيراني البدء بالحديث عن الأضرار، ويرى أن الأبحاث أظهرت إن كثرة تناوله نيّئاً، أو مطبوخاً، أو مشويّاً، يؤثر سلباً على عدد البكتيريا الجيّدة في الأمعاء، ونوعها، فهو يرى أن "الثوم يحتوي على مواد طبيّة كمضادات حيويّة، وبالتالي تقتل البكتيريا الضارة في الأمعاء، والدم، وكل الجسم، ولكن كثرة تناول الثوم يؤدي إلى إدخال هذه المضادات الحيوية الطبيعية بكثرة إلى جسم الانسان، وبالتالي لا تستطيع التمييز بين البكتيريا الجيّدة، وتلك الضارة، فتقتل كل ما هو حيّ في الأمعاء”
أضرار الإفراط
يحذر عيراني من أنه بسب ذلك، يجب الحذر من كثرة أكل الثوم يومياً لتفادي قتل الكائنات الحيّة المفيدة الموجودة في جسم الانسان.
عند وجود حالة مرضية، ينصح عيراني بتناول الثوم يوميّاً، وبكثرة حتى انتهاء المرض أو اختفاء الأعراض، ولكن في فترة الصحّة الجيدة يصبح تناول الثوم عملاً وقائياً، وبالتالي يمكن تناول حصٍّ أو حصَّين نيّئَين للوقاية يومياً، أو 6-8 حصوص ثوم ثلاث مرات أسبوعياً.
وفي حال كثرة تناول الثوم، يتسبب ذلك بالتجشؤ والإسهال، وقد يكون مسبّبا للغازات والنفخة، وتالياً يجب التنبه إلى تناوله في هذه الحالة.
الإفراط في أكل الثوم قد يؤدي إلى نزيف في المعدة، بنظر عيراني، ولذلك خطورته، لكن نادراً ما تصل الحالة إلى حدّ الوفاة، ويحدث ذلك في حال عدم الانتباه لحدوث نزيف المعدة. ويقول: “هناك أشخاص لا يقدِّرون أو لا يعرفون أن كثرة استهلاك أي طعام، حتى ولو كان جيّدا قد يؤذي، ونفس الأمر ينطبق على الثوم"، ويوضح عيراني أن "الثوم مسيّل للدم، وبالتالي فإن كثرة تناوله قد تتسبب بنزيف داخلي خاصة نزيف في المعدة، لذا وجب الحذر”، كما قال.
من أضرار كثرة تناول الثوم النيء انتفاخ وتضخم في الكبد نتيجة التسمّم، وفي حال حصول هذه الحالة، وَجُب الامتناع عن أكل الثوم والبصل، والتوجه إلى شرب عصير الجزر، والتفاح، والإجاص، وأكل الأرضي شوكي (الخرشوف)، والعقدة الصفراء (الكركم)، وشرب زهورات إكليل الجبل وشوك الجبل.
وعلى مسار آخر، فإن تناول قليل من الثوم مع زيت حبة البركة يساعد على التخلص من أعراض حساسيّة الربو، ولكن كثرة أكل الثوم تزيد من أعراض حساسيّة الربو، وحساسيّات الصدر بشكل عام.
والاتّزان باستخدام الثوم يقي من احتمالات ضرره، فالثوم يزيل البلغم، واحتقانه في الأنف، والرأس، والحلق، ولكن كثرة أكل الثوم النيّء تزيد من حدّة البلغم، وتؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية.
وللثوم دور في الخصوبة، فكثرة أكل الثوم عند الرجل تؤدي إلى عدم، أو قلّة، انتاج الحيوانات المنويّة وقد تؤدي إلى عقم مؤقت، وفي هذه الحالة، يصبح الامتناع عن أكل الثوم ضرورياً.
ومن المهم جدا لكل من يعاني من مرض ترقّق العظام، أو نقص أو تأخر في النموّ، أن لا يأكل الثوم النيّء كثيراً لأنه "تبين أن كثرة أكل الثوم تؤدي إلى استنزاف الخزان من الكالسيوم في جسم الانسان خاصة في عظامه، كذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من قصور في عمل الغدّة الدرقيّة (Hypothydroidism، لا يستطيعون استهلاك الثوم بكثرة لأن هذا يزيد من قصور عمل هذه الغدة، كما أن كثرة أكل الثوم النيّء تزيد من التهابات البشرة عند الأشخاص ذوي البشرة الحساسة”.
منافع
وينتقل عيراني للحديث عن منافع الثوم في حالات المرض، ويقول بضرورة أكل ما يعادل غرامين (2000mg) يومياً حتى انتهاء المرض، ولكن في عدة دراسات، برهن العلماء أن أكل عشر غرامات من الثوم النيّء يومياً خلال فترة المرض هي مقبولة ودون مضاعفات جانبية.
في المقابل يتحلّى الثوم بمنافع جمّة، وبعضها خاص فقط بالثوم. فعلى سبيل المثال فإن بعض الأشخاص الذين يأخذون زيت السمك كمكمّل غذائي، يتفاجأون بعد شهرين أو ثلاثة أن الكوليستيرول الضارّ LDL قد ارتفع، ويقول: "هذا يحدث طبيعيّاً عند بعض الأشخاص، وفي هذه الحالة، نعطي حُصَّين إلى ستة حصوص ثوم في اليوم مع زيت السمك، مما يؤدي إلى عدم ارتفاع الLDL مع الحفاظ على فوائد زيت السمك الأخرى”.
وللأوعية المنزلية محاذيرها، وللثوم دور فيها. يعلّق عيراني على ذلك بقوله: "كنا وما نزال نحذر من استعمال الأدوات النحاسيّة في الطعام والشراب، ونحن نعرف أن معدن النحاس أساسي لجسم الانسان ودمه، ولكن بكميات تأتي من الطعام، وليس من الأواني التي نستخدمها للطبخ، ويفيد إن كثرة معدن النحاس تؤدي إلى تأكسده في جسم الانسان مما يسبب تلفاً في الأعضاء خاصة الكبد، والقلب، والطحال، والكلي، وإن استهلاك الثوم النيء في طعامنا يمنع، إلى حدٍّ ما، من تأكسد معدن النحاس، وبالتالي تلف الأعضاء الرئيسية في جسم الانسان”.
وللثوم منافع في سياق نمو الخليّة السرطانية، وتكاثرها، فهي تحتاج إلى مادة اسمها Thymidine. يوضح عيراني إن الثوم النيء يمنع هذه المادة من الدخول إلى الجينات الوراثية عند الخلية السرطانية، مما يؤدي إلى عدم نموها وتكاثرها، وتعتبر هذه هي إحدى الطرق الفعالة التي يستعملها الثوم النيء لمحاربة الخلايا السرطانية.
لذلك، قد يأتي الإكثار من إضافة الثوم في الوجبات الجاهزة والسريعة مفيداً؛ يوضح عيراني أن "هناك مادة ال Nitrosamine، وهي مادة مسرطنة تدخل أجسامنا عن طريق أكل اللحوم الباردة ك"الجامبون"، و"المرتديلا"، و"الهوت دوغ"، و"الهمبرغر، والناغتس وسواها"، ويقول إنه "يمكننا أن نجد أنّ الثوم النيء يحتوي على مواد عضوية تمنع المادة المسرطنة Nitrosamine من إتلاف خلايا الكبد، كما أن هناك طرقاً لاستخدام الخضار في هذا النطاق”.
37 مشاهدة
28 فبراير, 2025
34 مشاهدة
09 فبراير, 2025
47 مشاهدة
17 يناير, 2025