نظّمت "الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل" معرضًا فنيًا بعنوان "مهارات خلف القضبان" في مُجَمّع النظارات – قصر العدل القديم في طرابلس، بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
كما جرى توقيع كتابَين في سياق أنشطة تهدف إلى إصلاح السجناء بالثقافة والفنون والمسرح والموسيقى والرياضة.
فاطمة بدرة، رئيسة الجمعية، أفادت "ردبيس" أن المعرض هو "نتاج دورتين تدريبيتين أقيمتا داخل سجن طرابلس المركزي، شاركت فيهما ثلاثون نزيلة، توزّعن بين دورة في تنسيق وتزيين البالونات، ودورة في الرسم عبّرن من خلالها عن ذواتهن وأحلامهن، بإشراف الفنان عمران ياسين”.
المعرض تجربة استثنائية وملهمة، بنظر ياسين، لما يشكّله من نموذجٍ حيًّ للشراكة الفاعلة، والدعم الحقيقي الذي قدّمته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للجمعية، ما أتاح بيئة داعمة فتحت للنزيلات نافذة على الأمل والإبداع"، كما قال.
من جهتها، نوهت بدرة بتأليف إحدى النزيلات، كما تؤثر تسميتها، كتابين من داخل السجن هما: "دار السلام" و"رياض السجناء" اللذين جرى توقيعهما داخل السجن، وفي نقابة المحامين في طرابلس، مع الإعلان عن التحضير لإصدار الكتاب الثالث قريباً.
يثير المعرض، وتأليف الكتب داخل السجن، إشكاليّة مفهوم الجريمة المتجرِّد من البعد الانساني، كما تَعاطي السلطات الأمنية والقضائية مع السجينات، والسجناء أيضاً، بروح انتقامية من شأنها تكريس نزعة الجريمة في نفس المرتكب.
بدرة التي رافقت السجينات مراراً عبر مساهمات جمعيتها في مساعدة السجينات، رأت أن اللوحات تحكي معاناة كل سجينة، وما تشعر به بعد وقوع حدث مشكلتها، إضافة إلى ما آلت إليه الأمور لدى السجينة بعد مرور وقت طويل على مكوثها في السجن، وتتجلى حالاتهن فيما رسمنه من لوحات بعد تدريبهن على الرسم، وفنون التشكيل الأخرى، وقالت: "كل ما في دواخلهن، وضعنه على اللوحات”.
اللوحات
سجينة رسمت سيدة مُصَفّدة تمد يديها للقاضي كأنها تطالبه بمحاكتها، أو إطلاق سراحها، ولوحة رفعت شعار السلام، ومنهن من عبّرن عن الندم الذي يرافق كل سجين بعد وقوع حدث خطأه.
لوحة جسّدت نافذةً مفتوحةً على الحرية، وتحتها زهرة الحلم. وبلوحة رمزية، رسمت إحداهن رأساً مغروساً بشمعة مضيئة، هل هي الهداية؟ ربما.. وأخرى لطائر فتح باب القفص، وانطلق نحو حريته مع شعار "من لا يملك الحرية لا يملك شيئاً" وتحتها لوحة ليد تكتب: "لكل انسان الحق بمستقبل جديد"، أي إنها تتضمن مطالبة بإعطائها فرصة أخرى للحياة.
ثمة لوحة لطفلة تمسك بثوب أمها (السجينة افتراضاً) تقول لها: “أنا معك كل شيء.. أنا بدونك لا شيء"، وهي مطالبة بإعادة الأمهات السجينات إلى منازلهن، وأبنائهن.
لوحة ترسم يدين غارقتين في مياه البحر، رافعة شعار: "ما خاب من قال يارب".
شعار السلام، ولوحة درب مؤدية إلى المنزل، تعبير عن توق للحرية، والالتحاق بالعائلة والاهل، وسجينة تتلوى ألماً من خلف القضبان، وهي تشاهد ولدَين يلعبان بحريّة، هل تجد فيهما حريتها، أم ترى فيها أبناءها؟ والتفسير مفتوح.
ترافقت عروض اللوحات مع تنسيق بالونات ملوّنة تدربت السجينات على تقنيتها على يد أخصائية فنية، بحسب بدرة.
كذلك، ترى بدرة أن التجربة هذه، المتكرّرة بمبادرة من جمعيتها، رسّخت قيم التمكين الإنساني، والإصلاح داخل السجون”.
الجمعية
تأسست سنة 2005، رسالتها تعزيز الإصلاح وبناء قدرات الأفراد من خلال التعليم والتدريب، والتمكين الاقتصادي المهني، بهدف إعادة دمج السجناء في المجتمع بعد خروجهم منه.
وتلتزم الجمعية ببناء مجتمع عادل، خالٍ من العنف، والمخدرات، وتقيم لذلك دورات تدريب، وتأهيل مهنية وثقافية وعلمية وفنية ورياضية في السجون، وتركّز في مبادئها الأساسية على مكافحة المخدرات، كما تقدم الدعم القانوني للسجناء والسجينات، إلى اهتمامات أخرى كثيرة في هذ االمضمار.
جمعية تعنى بالسجينات تدربهن على الفنون والآداب
الكلمات الدالة
76 مشاهدة
24 نوفمبر, 2025
77 مشاهدة
24 أكتوبر, 2025
70 مشاهدة
21 أكتوبر, 2025